التزايد الملحوظ في إستخدام وسائل التقنية؛ من الأجهزة الذكية, بين أفراد المجتمع يشهد به الجميع.. فلا تكاد تجد فردا لا يحرك أنامله على تلك الشاشات الكريستالية الناعمة, إبتداءً من ذوي الربيع الأول, وإنتهاء بمن إحدودب ظهره وأبيض شعر حواجبه من الهرم..
وقد بدأت تدخل هذه التقنية الكفية, تفاصيل حياتنا اليومية, في المنزل والمكتب ووسائل النقل وأثناء مزاولة الرياضة, إضافة إلى إنهاء إجراءات السفر والصعود إلى الطائرة..
ومع هذه الإستخدامات المتنوعة, والأعداد المهولة من المستخدمين, من شرائح عمرية مختلفة, وخلفيات ثقافية متباينة, من كلا الجنسين, تبرز أهمية تعزيز "ثقافة التقنية الكفية" والتي تزداد الحاجة لها يوما بعد يوم, وقد بدأنا نلمس آثار تقصيرنا فيها, لما نشاهده من ممارسات يندى لها الجبين..!
دعونا نتفق إبتداءً بأن من يحاول منع وسائل التقنية الحديثة, في منزله وبيئة عمله والمحاضن التربوية وأماكن العبادة من حوله, فإنه يغرد خارج السرب..!
وسوف تبوء محاولاته بالفشل عاجلا أم آجلا..!
إن تقنين إستخدام الأجهزة الذكية؛ الذي نسعى له في نطاق الأسرة الضيق, يعد جزءً مهما من ثقافة التقنية الكفية..
في أربع رحلات جوية خلال الشهر الماضي, لفت نظري سلوك غريب, من أشخاص يبدو بأنهم متعلمين ويعملون في وظائف مرموقة..!
رأيت كلا منهم, يشاهد ويستمتع بمقاطع الوتساب, بصوت عالٍ وإلى جواره ومن حوله ركاب آخرون, ليس بالضرورة بأن تنتابهم الرغبة في التلقي بسبب المادة السمعية التي يستمتع بها ذلك الشخص, ولكن من حقهم الإستمتاع بالقراءة والهدوء أثناء الرحلة..
هذا السلوك؛ على سبيل المثال لا الحصر, يعد مزيجا "فاخرا" من الأنانية وعدم إحترام حقوق الآخرين، كما يعكس فقدان ثقافة التقنية الكفية لدى أولئك الأشخاص..!
لو أردنا إعداد منهج لتعزيز السلوكيات الإيجابية, وتقليل الآثار السلبية للثورة التقنية الحالية والمستقبلية, فسوف يكون من محاوره الأساسية سلامة الفرد والمجتمع..!
السلامة من الأفكار التكفيرية والإلحادية والشهوانية الدخيلة, والسلامة من الإصابات والحوادث المرورية على حد سواء..!
وقد يكون من المحاور البارزة لتعزيز تلك الثقافة؛ المحافظة على الخصوصية, وأحترام الذوق العام, إضافة إلى الإهتمام بقيمة الوقت, وبما يطور المهارات الشخصية, ويزيد من إنتاجية الفرد والمجتمع..
بالمجمل فإن أمامنا كمربين وأكاديميين؛ الكثير من البحث العلمي, في السلوك الإنساني الإجتماعي, والعمل على تهيئة البيئة الملائمة لتقبل تلك المشاريع المقترحة, لتعزيز ثقافة التقنية الكفية..
د بدر بن عبدالمحسن السيد
أستاذ الطب الباطني المساعد
عميد كلية الطب بجامعة تبوك
السبت ١٤٣٧/٥/٢٥
Positive technological attitudes enrich understating and motivate wise use of technology through clarifying the social and moral boundaries of using such applications . Moreover, they limit its negative influence on both the individual and the community
الذي لا يراعي مشاعر الآخرين هذه من الأنانيه وعدم اللامبالاة مثل هؤلاء لا يردعهم إلا القانون والغرامات.
جميل دكتور بدر ما ذكرت وهذا هو المأمول.
شكرا دكتور بدر عبدالمحسن بامثالكم نرتقي
الحل في التوعية بايجابياتها وسلبياتها والاستفاده منها بما يخدمنا وديننا ووطننا