• !

قائمة الموديولات

يوم التأسيس يوم اجتماع الكلمة وتوحيد الصف

يوم التأسيس يوم اجتماع الكلمة وتوحيد الصف
الدكتور ناصر محمد العبيدي 
الحمد الله القائل ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾ [النحل: 53]
والصلاة والسلام على رسوله الأمين وأصحابه أجمعين وبعد .
ففي أثناء قرائتي في سير عظماء المسلمين ‘ وقادتهم ‘ وتصفح تأريخهم ‘ ومطالعة أثارهم ,ونتائج جهدهم وعملهم الدئوب ‘ ومثابرتهم في خدمة دينهم ‘ و بناء أوطانهم ‘ والإستماتة في الدفاع عن قيمهم ‘ وأخلاقهم ‘ ومبادئهم ‘ بعد توفيق الله لهم والأخذ بأيديهم. يبرز لنا مؤسس الدولة السعودية الأولى الإمام محمد بن سعود بن محمد بن مقرن ال سعود -رحمه الله - ذو الرأي الباهر‘ والعقل الوافر ‘ كنموذج للقائد الفذ الذي أخذ على عاتقه مناصرة وتأييد دعوة الله ‘ التي دعا إليها الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله – فكانت الثمرة بزوغ فجر الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة - حفظها الله وأبقاها عزًا للإسلام والمسلمين - وفي نصرة الإمام محمد بن سعود للشيخ محمد بن عبدالوهاب والدفاع عنه وتأييده ‘ يقول أحدُ الشعراء مادحًا لموقف الإمام محمد بن سعود :
أواه في الدرعية البطلُ الذي @@ يلقاه بالإجلال وهو يرحبُ .
محمدُ أصلُ الُمجد في أل مقرن @@ به اشتد للشيخ المبجل منكبُ .
وبايعة في نصرة الدين والهدى@@ كما بايعت في وفدها قبل يثربُ .
وإن مما ينبغي أن يعرفه كثير ممن لم يقرأ التاريخ ‘ ويقرأ أحداثه أن هنالك أسرةٌ كريمة ‘ وهي أسرة أل سعود- رحم الله من مات منهم وحفظ الله من كان حيًا , قد تفردت بإسبقية توحيد معظم أراضي الجزيرة العربية ‘ تحت لواء دولة إسلامية مالم يتحقق لغيرها من الدول والاسر منذ عقود طويلة .
يقول أخي صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز-حفظه الله - في كتابه "رسائل أئمة التوحيد "ص ١٤:
"إن مداد القلم وبلاغة التعبير ليست كافية لأي كائن كان أن يستذكر الشواهد لإبراز الحقائق التي أغفلها التأريخ الإسلامي المعاصر لهذه الكوكبة من الائمة - يقصد أئمة الدولة السعودية- الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ،فصدقهم وعده، ومكنهم في الأرض ، في حقبة عصيبة من الزمن ،كانت الخلافة الاسلامية تحتضر ،وظهرت ملامح التشتت والضياع ،حتى قضى الله ما قضى ،وبدأت نقطة الانطلاق للدولة الإسلامية من العاصمة السعودية الأولى-الدرعية- التي لاتزال تحتفظ بملامح صمودها ،وبقايا جدران حصونها التي تعرضت للدمار بسبب تلك الدعوة "انتهى كلامه .
أقول :
لقد كان من فضل الله - سبحانه وتعالى - على الناس أن قيض الله للمسلمين قيام الدولة السعودية سواء الأولى ‘ أو الثانية ‘ أو الثالثة ‘ وكانت الظروف التي مرت بالمسلمين منذ القرن الثاني عشر الهجري ظروفا حرجة وصعبة , وكادت أن تؤدي وتعصف بالمسلمين وبلدانهم وخاصة بلاد الحرمين الشريفين والتي هي مهوى افئدة الناس وقلوبهم فجاء الله بالدولة السعودية التي أعادت للمسلمين عزهم ومجدهم ‘ وحافظت على أرث المسلمين التليد‘ وأعادت بفضل الله للمسلمين تعاليم دينهم التي كادت أن تُطمس ‘ وأخلاقهم التي كادت أن تُمحى.
واليوم ها هي المملكة العربية السعودية وبقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ‘ وولي عهده سمو سيدي صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظهم الله - قائدة للمسلمين مدافعة عن حقوقهم ‘ مسخرة إمكانياتها وجهدها لخدمة الإسلام والمسلمين . ناشرة الأمن والأمان والسلام في العالم داعيةً إلى العدالة والوسطية ونبذ العنف والتطرف ‘ والإرهاب بكافة أشكاله ومختلف صوره.
فحيثما وجد منطق العقل ‘ وتحكيم مبدأ التعايش بين الأمم والشعوب تجد المملكة العربية السعودية منبره وداعيته وداعمه.
أما مواقف المملكة العربية السعودية مع إخوانها وجيرانها ومن تربطهم بها رابط العروبة والاسلام ‘ فهي مواقف مشرفة كعادتها تحشد - دائما- جميع إمكاناتها وطاقاتها في تأييد قضاياهم الحقة والدفاع عن حقوقهم المشروعة ‘ فكم بذلت من جهود جبارة مضنية في خدمة فلسطين وأهلها وكم أنفقت من أموال ومساعدات وإعانات طائلة ‘ وكم من محافل دولية وعربية أعلن قادة المملكة العربية السعودية- حفظهم الله وأعزهم - تأيدهم ونصرتهم للقضية الفلسطينية ‘ وكم عقدوا من مؤتمرات ولقاءات حشدوا فيها جميع طاقاتهم ‘ وجميع سبلهم ووسائلهم السياسية ‘ والدبلوماسية للدفاع عن فلسطين وأهلها . مما اكسب المملكة العربية السعودية – حفظها الله - هيبة ومصداقية عند كل الدول ‘ والشعوب ‘ فأصبحت هي المشار اليها في المحافل الدولية ‘ والمجامع العالمية ‘ والمعول عليها في حل المشكلات العالمية ,والصراعات الدولية , وما اجتماع قطبي العالم-أميركا وروسيا- هذه الايام على أراضيها وفي ضيافتها والرضى بأن تكون هي الحاضنة للقائهما والحوار بينهما ‘ إلا دليل على ما حباه الله للمملكة العربية السعودية من عز وتمكين وثقة العالم بها ‘ وبقيادتها الفذة الرشيدة .
وإن مما تعارف عليه الناس سابقا ولاحقا ‘ وجاءت به شريعة الاسلام هو معرفة الفضل لأهله والثناء على صاحب المعروف بما هو أهله ‘ من باب قوله تعالى "هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ" سورة الرحمن أية (٦٠).وقوله صلى الله عليه وسلم: "ومن صَنَع إليكم معروفًا فكافِئوه، فإنْ لم تَجِدوا ما تكافِئونَه فادْعُوا له حتى تَرَوا أنَّكم قد كافَأْتُموه "رواه أبو داود .
فنسأل الله أن يحفظ المملكة العربية السعودية وأن يحفظ قيادتها الرشيدة وأن يحفظ عليها دينها وأمنها واستقرارها , وأن يبقيها عزاً وذخراً للإسلام والمسلمين , وأن يصرف عنها وعن بلاد المسلمين الشر والفتن .
وكتبه د. ناصر محمد العبيدي .
استاذ الفقه المشارك المقارن بكلية الشريعة والقانون جامعة تبوك.
بواسطة :
 0  0  146

الأعضاء

الأعضاء:1

الأعضاء الفعالون: 1

انضم حديثًا: Admin

المتواجدون الآن: 17

أكثر تواجد للأعضاء كان 596 ، يوم 09-12-2024 الساعة 02:40 صباحاً

( 0 عضو 17 زائر )

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.