فيلسوف منهجي، تنثال حروفه كانثيال الضوء على لوح شفيف، تمتاز كتاباته بالأصالة على الذائقة الشعرية والأدبية، بسيط جدًا -كما يقول- رغم صعوبة سبر أغواره، وقارئ من الدرجة الأولى.. إنه الشاعر والكاتب الصحفي خالد العزاب، الذي التقته "صحيفة تبوك الإلكترونية"، في حوار ماتع بإبداعاته التي من بينها قصيدته "فِيِ نِهايَاتْ الهُرُوبْ"، والتي يقول فيها:
صَمْتْ مُوغلْ بالكَلاَمْ فِيِ نِهايَاتْ الهُرُوبْ
هَمْ حَالكْ بالظَلَامْ
هَاتِي أَلْوَانْ الغُرُوبْ .
*فِي مَتَاهَاتْ
العِتَابْ
ابِتَدَأ الدَّخَانْ جَاثِمْ
كَاتِمْ لْذَرةْ نَفَسْ
واخْتَنَقْ جَنْ وبَشَرْ
وأتَرَنْحْ فِي خَطَايْ هَايَمْ بشَرْفَةْ سَحَابْ
كِنْي الغَاضَبْ سَوَادْ .!
صَمْتْ مُوغلْ بالكَلاَمْ
*للعِتَابْ وللمَلَامْ
مَلْتَفعْ غَيْهَبْ رَمَادْ عَاصِفَةْ ريحً عَتيَّه
تَحْجِبْ
النَّوُرْ بْعُيُونِي
أيُ سيلً صَارْ جَارِفْ اقْتَلَعْ هَقْوَةْ ضُنُونِي !
أَيْهَاَ الْكَمِيتْ سَابَحْ
فِي آَمَالِي فِي طُعُونِي
لَوْ كَبَيْتْ بْلَا لِجَامْ أمْتَطَى خَيْلَكْ غُلَامْ
مَاَ تَلَذْذْ بالصَّهِيلْ!
فِيِ نِهايَاتْ الهُرُوبْ
خَلْفْ آخِرْ هَـ/السَّحَابْ نُوُرْ مِنْ زَخْمْ وعَجِيجْ
وطَاهِرْ وحَانَةْ خَمرْ
وطَمْسْ
مِنْ لُوُنْ السَّرَابْ
وأنْبَعَثْ للعِينْ رَائِيِ وآخِرْ الرُّؤيَة سُقُوطْ..!
صَمْتْ مُوغلْ بالكَلاَمْ فِيِ نِهايَاتْ الهُرُوبْ
إنْبِثَاقْ الحَلمْ فِي .. رَوْنِـقْ عَتِيـمْ
اسْتِفَاقْ الطَرفْ مِنْ صُوتْ المَـلامْ
يا حَسَافَةْ صَارَتْ بـذَاتْ الصَّمِيـمْ
مِنْ كَلامً غِيرْ عَنْ بَعْضْ الكَـلاَمْ.!
بِسْمَكْ الرَّحْماَنْ مِنْ خَانِـسْ رَجِيـمْ
عَنْ وسَاوِيسً لَهَا صَـدْرِي مقَـامْ
لَكْ رَنِيْم الحَّـسْ يَالفَقْعَـسْ رَخِيـمْ
رَغْمْ طُهْرِكْ !؟ مَا قَتَلْكْ إِلاَ الظَّلِامْ.!
قَبْلْ مُوتِـكْ لِحْظَتـةً فِيهَـا تِهِيـمْ
مِنْ سَمَعْهَا عَاشَهَا .. بَرْدْ وسَلَامْ.!!
خَبِرِيِنِي يَا فَتَاةْ أيْ غُولً مُنْتَظرْ!
فِي زَوَايَا مُظْلِمَةْ
يَرْتَقبْ عَثْرَةْ خُطَايْ؟!
خَبِرِيِنِي يَا فَتَاةْ عَنْ حِكَايَاتْ الوَحِيدْ
عَنْ حِكَايَاتْ الأَمَلْ مَا كَسَا العَظْمْ الحَدِيدْ
خَبِرِيِنِي يَا فَتَاةْ ؟
*عَنْ نِهَايَاتْ الحَيَاةْ
عَنْ بِدِايِاتْ النِهِايَةْ ، عَنْ حَضْنْ دَافِئ وأُمْي
مَا تْرَكَتْنِي بَلَا حَلِيبْ
بْلَا أَمَانْ
ولاَ صَحِيبْ
وللآَلَامْ بلَا سَهَرْ! بلَا دُمُوعْ ولَا طَبِيبْ
خَبِرِيِنِي يَا فَتَاةْ!؟
أيْ غُولً مُنْتَظرْ!
انْثِرِي حُولَكْ زَمَانْ
و إلْعَبِي
بِأرْكَاحْ دَانْ
صُوتْ بَألْحَانْ الفَّرَحْ
إيتِحِمْمْ زَعْفَرَانْ ، يَعْزَفْ إيقَاعْ الهَّذِيرْ
فُوقْ رَأسَهْ طَيْلَسَانْ
و يتَجَذْرْ بالسَّكُونْ ، رُغمْ هَذَا العّنْفُوَانْ
لَكِنْ الغُولْ متَرَبصْ فِي رِصِيفْ الِانْتِظَارْ !
يَالسّمَاء رُوُحِي عَلِيلَة انْثِرِيهَا صُوتْ رِيـحْ
حَوْلِينِي مَنْ غْيُوُمكْ شَمْسْ مَاَ تَقْبَـلْ زَوَالْ
وَاللَّه إِنِي مَا صَحِيتْ مْنْ الضَّنُونْ إِلَا جَرِيحِ
وَ لَاكَسَبْتْ مْنْ الأَمَانِي غِيِْر زَلَاتْ اللَّيَـالْ.!
ضَمْدِينِي مِنْ الجَرَاحْ قَلْبِي المَّكْلُومْ أَنْ "
وَأنْتِي؟
الغِيمْ الثَّقِيلْ
فُوْقْ حَيَا عَلْ الفَّلاَحْ !
صَمْتْ مُوغلْ بالكَلاَمْ فِيِ نِهايَاتْ الهُرُوبْ
امْتَهَنْ طَعْنْ الغِيَابْ كُلَمَا زَادْ اقْتِرَابْ
واسْتِجِارْ بهَــ / الضُلوعْ بَاحثً عَنْ هَـ/الّعُيوُنْ
بالحِرَاكْ وبَالسُكُونْ وَعِدِتْ ارْقَصْ مِنْ جَدِيدَ
رَقْصَةْ بْسِيفْ الجَّحِيمْ وغَابَتْ الدَّنْيَا تََمَنِي
وَالزَمَانْ يَدُوُسَ فَنْي
وَيِنْتِشِي ضَيمْ وحَرِيقْ و يَنْتِمِينَا شَيْ مَاطِرْ
شَيْ مَا يَطْفِي لَهِيبْ
صَمْتْ مُوغلْ بالكَلاَمْ فِيِ نِهايَاتْ الهُرُوبْ.!
* في رأيك.. كيف نرتقي سلم الإحساس الشعري بتفرّد من غير أن نخدش جمال الذائقة لنعزف أجمل الأبيات؟
- الشعر الحقيقي عندما يأتي؛ يأتي بكامل هيبته وسموه ووقاره؛ بنفس المتعة والقدسية، وبنفس المشهد الإحساسي الذاتي للشاعر، وبنفس التركيبة الديناميكية للشاعر الحقيقي لايحتاج إلى أي نشاز أو عمل خارج عن نطاق الأدب قد يخدش الوجه الشعري المضيء اللامع؛ مما قد يسبب ارتباكًا للنص أو للذائقة أو للمتلقِّي.
* ماذا تفضّل الشعر الفصيح أم العامي؟
- أحب الفصيح ويروقني جدًا وأكتب العامي.
* هلا أسمعتنا إحدى قصائد خالد العزاب العامية؟
- ما بقى شيً بروحي ما شرحته
والأماني .. فجرها عيا يفيق!
يتلعثم صوت حزني واستبحته
والليالي صدرها ما هو رقيق!
طول صبر الروح والإحساس شحته
وكثر هذا الحلم وإحساسي عريق
ليه طيف الشوق بعيوني لمحته
كني السراي وأغواه البريق!
خابرً شعري اليا مني فضحته
يندب الأقراب ويصد الشقيق!
زم صوت في خفوقي واكتسحته
ول ياضيق المواني والطريق!
المحاني مسبله والشوف بحته
لاقريب ولا حبيب ولا صديق!
لو بقى شيً بصدري ماشرحته
كثر هم وكثر حزن وكثر ضيق!
* في عالم الكتابة تتنوع المفردة مابين الشعر والأدب والصحافة.. هل نستطيع أن نصف خالد العزاب بالشاعر المتكامل؟ وأين يجد خالد نفسه أكثر بينهم؟
- لا أعتقد أن هناك إنسانًا متكاملًا خصوصًا في عالم الأدب؛ لا يزال المرء يتعلّم ويقرأ ويصحح من ذاته ويقوِّم نفسه مرةً تلو الأخرى، ومهما تقدّم وأحسن لابد أن يضع نفسه في نقطة الانطلاق؛ لكي يستمر ويزداد توهجًا وإبداعًا، أما عالم الصحافة هو عالم يتجسد في حلقة غير مفرغة تمامًا وتحتاج إلى تقنين وحسن ذات وإدراك وخطى ثابتة، وتحتاج إلى تنوير أكثر، فما زالت صيرورة الاستمرارية إلى أن يكون الممتهن للصحافة على قدرًا عالٍ من الحصافة والإدراك والعلو والهدوء في قراءة كل ماهو حوله قراءةً دقيقةً وصحيحةً، وكلاهما مكملان للآخر؛ غير أن الوجه الحقيقي لكليهما متنافيان في حين يقظة من ذلك.
* قرأتُ لك مقالاتٍ وشعرًا وأحسست بأن المقال له تأثير في شعرك.. تعليقك؟
- كلاهما وجهان لعملة واحدة، بالنهاية هو نتاج ما تؤمن به.
* الشهرة والأضواء هل تراها تسرق الشاعر من شاعريته أم تجدها ضرورةً من ضرورات نجاح وإبداع الشاعر؟
- حين يكون الإنسان شيئًا مذكورًا فهذا أحد التحديات السيكولوجية التي يواجهها الإنسان بينه وبين ذاته في طبيعة الحال، ولكن لطالما كتب الشاعر لأجل شيء فحتمًا سوف يقف عندما يحصل عليه! وعلى ذلك ليس كمثل الذي يكتب الشعر للشعر والأدب، وليس لأي شيء آخر، إضافة إلى كل ومضة قد تبرز أحد ملامح الشاعر فبلا شك هي عكاز يتخطى به إلى الأمام ليتجنب كل عثرة قد تواجهه في عالم الأدب.
* متى تظهر الصورة الحقيقية للشاعر وبصمته الواضحة في المشهد الثقافي؟ وكيف تؤثر سلبًا أو إيجابًا فيه؟
- حين يكون قارئًا جيدًا ومدركًا تمامًا لما قد يصنعه الفكر السامق والمتألق والمشرق، ومطلعًا على كل ما يدور حوله من جميع الأحداث حينها يدير الدفة حيث يشاء.
* طرقت باب الصحافة ومازالت مقالاتك الصحفية تأخذ بُعدها السياسي اللاذع.. هل ترى أن الشاعر لابد أن يكون قلمه سلاحًا ذا حدين؟
- ليست بهذه الدائرة المحكمة صياغًا وامتعاضًا، ولكن أي إنسان هو صاحب هوية، وأي صاحب هوية هو صاحب قضية بلاشك، وصاحب القضية لابد أن ينطلق من منطلق واضح ومنظور قويم تمامًا ومستدرك كل ما يجب عليه أن يقوّمه أو يضعه على مشرحة التنقيب وتقنينه أو الإفتاء في ساعديه على أقل الاحتمالات، والسياسة -أو أي شيء آخر من هذا القبيل- هي جزء من حياتنا اليومية والاجتماعية، وهذه ورقة تهدينا "من تمام الكمال علو الهمة والراضي بالدون دنيء"؛ لذلك من السهل جدًا أن نتمنطق في هذا المجتمع المتشظي جدًا، ونحاول أن نجد تفسيرًا لأي حدث كان.
* أين يجد نفسه خالد العزاب الصحفي في خضم الأحداث المتلاحقة للوطن العربي بشكل خاص والعالم بشكل عام؟
- قدر الاستطاع أن أقرأ التاريخ وأتمحص الحاضر واستشرف المستقبل.
* "غوايات المكان وزيزفونه".. متى كتبت هذه القصيدة؟ وما الهدف منها؟
- النص ليس بالقديم ويعتبر من آخر ما كتبت، كل ما يكتبه الشاعر قبل أن يكون هناك هدف معين هو شعور ذات وقراءة ترزح تحت وطأة إحساس حين ذلك ولاسيّما مايتضمن القومية العربية أو النزعة الدينية أو الهوية المنسلخة وهلم جر.. فما دام هناك المحفز الذاتي للكتابة بنسق معين حتمًا يكون الهدف أسمى والشعور أجمل بكثير.
* اسمعنا القصيدة؟
- غوايات المكان .. وزيزفونه
تناصف والطريق يسافرونه
(فنسطور) أن تهجى الحكي مني
فأنا اعرف ..كل حكيه من عيونه
من الدير البعيد وحُب مرتا
وأنا هذا .. الحصيف يعلمونه
أناشيد .. القداس الأولية
ومزامير القصيد ينوتونه
وأنا الشماس والكاهن يامرتا
قبل هذا المغيب يحاصرونه
زرعنا الأرض لأطفال الأغاني
وعلى بابل حكايات ورعونة
من النطرون والصبح يتنفس
ولو هذا الأمان يرتلونه ..!
لقيت : القس يوحنا المبجل
ومعاه اثنين حكيه يكتبونه
يقول النار تبدأ من شرارة
لو الإنسان مايرضى المهونة
تقاسيم البشر في كل حالة
على هذا التراب شكان لونه
فحالم فالثرا بإحساس عاري
*يبي يتعب عشان يبجلونه
فقومياتنا لو كان تصنع
حريُ من صنعها يحاربونه
فكم سيد من السادات قومي
نشوف الناس يوم يخونونه
وبِحق الإله .. وحق قدسه
من اللي يقتل الطهر ويخونه
خذوا طهر البلاد ونجسوها
ومن يبكي .. عليها يكفرونه
فرهبان النشيج بلا كنيسة
ولا دمعي عرف من يمترونه
صنعنا المجد من ذاك الزمانُ
فضاع المجد فيما يشترونه
نقول إن العروبة فوق قمة
ولكن العروبة شيء دونه
يسل من الجفيرة سيف يفعل
ووقت الفعل ماشفنا طعونه
أشوف القدس والكردي فتحها
واشوف الناس دايم يحترونه
فلا غزة على الضفة شهيدة
ولا مبكى الجدار يعمرونه
ولا عكا .. بهالمظلوم يبكي
ولا الأقصى عرف من يحرقونه
خطط بلفور نعرف وش هدفها
وراها المال دونه يدفعونه
يبون الهيكل المزعوم يرجع
عشان الحرب في دابق يجونه
نشوف الدم والمسلم بيدهم
على صوت المساجد ينحرونه
لن ترضى اليهود ولا النصارى
ولن ترضى إذا ترضى المهونة
فلا الإسلام يأمرك التخاذل
ولا الأرض العروبة والحنونة
فلا ذاك العراق يروح مني
ولاذاك السعيد و يسرقونه
فنسطور أن تداعى فسمعوني
فإن النصر في فقأة عيونه
* نشكر الأخ العزيز والشاعر خالد العزاب على لقائه الشيق وإبداعه المميز ونتمنى لك التوفيق.
- شكرًا لكم؛ شرفتموني وأنرتم الصدور.
صَمْتْ مُوغلْ بالكَلاَمْ فِيِ نِهايَاتْ الهُرُوبْ
هَمْ حَالكْ بالظَلَامْ
هَاتِي أَلْوَانْ الغُرُوبْ .
*فِي مَتَاهَاتْ
العِتَابْ
ابِتَدَأ الدَّخَانْ جَاثِمْ
كَاتِمْ لْذَرةْ نَفَسْ
واخْتَنَقْ جَنْ وبَشَرْ
وأتَرَنْحْ فِي خَطَايْ هَايَمْ بشَرْفَةْ سَحَابْ
كِنْي الغَاضَبْ سَوَادْ .!
صَمْتْ مُوغلْ بالكَلاَمْ
*للعِتَابْ وللمَلَامْ
مَلْتَفعْ غَيْهَبْ رَمَادْ عَاصِفَةْ ريحً عَتيَّه
تَحْجِبْ
النَّوُرْ بْعُيُونِي
أيُ سيلً صَارْ جَارِفْ اقْتَلَعْ هَقْوَةْ ضُنُونِي !
أَيْهَاَ الْكَمِيتْ سَابَحْ
فِي آَمَالِي فِي طُعُونِي
لَوْ كَبَيْتْ بْلَا لِجَامْ أمْتَطَى خَيْلَكْ غُلَامْ
مَاَ تَلَذْذْ بالصَّهِيلْ!
فِيِ نِهايَاتْ الهُرُوبْ
خَلْفْ آخِرْ هَـ/السَّحَابْ نُوُرْ مِنْ زَخْمْ وعَجِيجْ
وطَاهِرْ وحَانَةْ خَمرْ
وطَمْسْ
مِنْ لُوُنْ السَّرَابْ
وأنْبَعَثْ للعِينْ رَائِيِ وآخِرْ الرُّؤيَة سُقُوطْ..!
صَمْتْ مُوغلْ بالكَلاَمْ فِيِ نِهايَاتْ الهُرُوبْ
إنْبِثَاقْ الحَلمْ فِي .. رَوْنِـقْ عَتِيـمْ
اسْتِفَاقْ الطَرفْ مِنْ صُوتْ المَـلامْ
يا حَسَافَةْ صَارَتْ بـذَاتْ الصَّمِيـمْ
مِنْ كَلامً غِيرْ عَنْ بَعْضْ الكَـلاَمْ.!
بِسْمَكْ الرَّحْماَنْ مِنْ خَانِـسْ رَجِيـمْ
عَنْ وسَاوِيسً لَهَا صَـدْرِي مقَـامْ
لَكْ رَنِيْم الحَّـسْ يَالفَقْعَـسْ رَخِيـمْ
رَغْمْ طُهْرِكْ !؟ مَا قَتَلْكْ إِلاَ الظَّلِامْ.!
قَبْلْ مُوتِـكْ لِحْظَتـةً فِيهَـا تِهِيـمْ
مِنْ سَمَعْهَا عَاشَهَا .. بَرْدْ وسَلَامْ.!!
خَبِرِيِنِي يَا فَتَاةْ أيْ غُولً مُنْتَظرْ!
فِي زَوَايَا مُظْلِمَةْ
يَرْتَقبْ عَثْرَةْ خُطَايْ؟!
خَبِرِيِنِي يَا فَتَاةْ عَنْ حِكَايَاتْ الوَحِيدْ
عَنْ حِكَايَاتْ الأَمَلْ مَا كَسَا العَظْمْ الحَدِيدْ
خَبِرِيِنِي يَا فَتَاةْ ؟
*عَنْ نِهَايَاتْ الحَيَاةْ
عَنْ بِدِايِاتْ النِهِايَةْ ، عَنْ حَضْنْ دَافِئ وأُمْي
مَا تْرَكَتْنِي بَلَا حَلِيبْ
بْلَا أَمَانْ
ولاَ صَحِيبْ
وللآَلَامْ بلَا سَهَرْ! بلَا دُمُوعْ ولَا طَبِيبْ
خَبِرِيِنِي يَا فَتَاةْ!؟
أيْ غُولً مُنْتَظرْ!
انْثِرِي حُولَكْ زَمَانْ
و إلْعَبِي
بِأرْكَاحْ دَانْ
صُوتْ بَألْحَانْ الفَّرَحْ
إيتِحِمْمْ زَعْفَرَانْ ، يَعْزَفْ إيقَاعْ الهَّذِيرْ
فُوقْ رَأسَهْ طَيْلَسَانْ
و يتَجَذْرْ بالسَّكُونْ ، رُغمْ هَذَا العّنْفُوَانْ
لَكِنْ الغُولْ متَرَبصْ فِي رِصِيفْ الِانْتِظَارْ !
يَالسّمَاء رُوُحِي عَلِيلَة انْثِرِيهَا صُوتْ رِيـحْ
حَوْلِينِي مَنْ غْيُوُمكْ شَمْسْ مَاَ تَقْبَـلْ زَوَالْ
وَاللَّه إِنِي مَا صَحِيتْ مْنْ الضَّنُونْ إِلَا جَرِيحِ
وَ لَاكَسَبْتْ مْنْ الأَمَانِي غِيِْر زَلَاتْ اللَّيَـالْ.!
ضَمْدِينِي مِنْ الجَرَاحْ قَلْبِي المَّكْلُومْ أَنْ "
وَأنْتِي؟
الغِيمْ الثَّقِيلْ
فُوْقْ حَيَا عَلْ الفَّلاَحْ !
صَمْتْ مُوغلْ بالكَلاَمْ فِيِ نِهايَاتْ الهُرُوبْ
امْتَهَنْ طَعْنْ الغِيَابْ كُلَمَا زَادْ اقْتِرَابْ
واسْتِجِارْ بهَــ / الضُلوعْ بَاحثً عَنْ هَـ/الّعُيوُنْ
بالحِرَاكْ وبَالسُكُونْ وَعِدِتْ ارْقَصْ مِنْ جَدِيدَ
رَقْصَةْ بْسِيفْ الجَّحِيمْ وغَابَتْ الدَّنْيَا تََمَنِي
وَالزَمَانْ يَدُوُسَ فَنْي
وَيِنْتِشِي ضَيمْ وحَرِيقْ و يَنْتِمِينَا شَيْ مَاطِرْ
شَيْ مَا يَطْفِي لَهِيبْ
صَمْتْ مُوغلْ بالكَلاَمْ فِيِ نِهايَاتْ الهُرُوبْ.!
* في رأيك.. كيف نرتقي سلم الإحساس الشعري بتفرّد من غير أن نخدش جمال الذائقة لنعزف أجمل الأبيات؟
- الشعر الحقيقي عندما يأتي؛ يأتي بكامل هيبته وسموه ووقاره؛ بنفس المتعة والقدسية، وبنفس المشهد الإحساسي الذاتي للشاعر، وبنفس التركيبة الديناميكية للشاعر الحقيقي لايحتاج إلى أي نشاز أو عمل خارج عن نطاق الأدب قد يخدش الوجه الشعري المضيء اللامع؛ مما قد يسبب ارتباكًا للنص أو للذائقة أو للمتلقِّي.
* ماذا تفضّل الشعر الفصيح أم العامي؟
- أحب الفصيح ويروقني جدًا وأكتب العامي.
* هلا أسمعتنا إحدى قصائد خالد العزاب العامية؟
- ما بقى شيً بروحي ما شرحته
والأماني .. فجرها عيا يفيق!
يتلعثم صوت حزني واستبحته
والليالي صدرها ما هو رقيق!
طول صبر الروح والإحساس شحته
وكثر هذا الحلم وإحساسي عريق
ليه طيف الشوق بعيوني لمحته
كني السراي وأغواه البريق!
خابرً شعري اليا مني فضحته
يندب الأقراب ويصد الشقيق!
زم صوت في خفوقي واكتسحته
ول ياضيق المواني والطريق!
المحاني مسبله والشوف بحته
لاقريب ولا حبيب ولا صديق!
لو بقى شيً بصدري ماشرحته
كثر هم وكثر حزن وكثر ضيق!
* في عالم الكتابة تتنوع المفردة مابين الشعر والأدب والصحافة.. هل نستطيع أن نصف خالد العزاب بالشاعر المتكامل؟ وأين يجد خالد نفسه أكثر بينهم؟
- لا أعتقد أن هناك إنسانًا متكاملًا خصوصًا في عالم الأدب؛ لا يزال المرء يتعلّم ويقرأ ويصحح من ذاته ويقوِّم نفسه مرةً تلو الأخرى، ومهما تقدّم وأحسن لابد أن يضع نفسه في نقطة الانطلاق؛ لكي يستمر ويزداد توهجًا وإبداعًا، أما عالم الصحافة هو عالم يتجسد في حلقة غير مفرغة تمامًا وتحتاج إلى تقنين وحسن ذات وإدراك وخطى ثابتة، وتحتاج إلى تنوير أكثر، فما زالت صيرورة الاستمرارية إلى أن يكون الممتهن للصحافة على قدرًا عالٍ من الحصافة والإدراك والعلو والهدوء في قراءة كل ماهو حوله قراءةً دقيقةً وصحيحةً، وكلاهما مكملان للآخر؛ غير أن الوجه الحقيقي لكليهما متنافيان في حين يقظة من ذلك.
* قرأتُ لك مقالاتٍ وشعرًا وأحسست بأن المقال له تأثير في شعرك.. تعليقك؟
- كلاهما وجهان لعملة واحدة، بالنهاية هو نتاج ما تؤمن به.
* الشهرة والأضواء هل تراها تسرق الشاعر من شاعريته أم تجدها ضرورةً من ضرورات نجاح وإبداع الشاعر؟
- حين يكون الإنسان شيئًا مذكورًا فهذا أحد التحديات السيكولوجية التي يواجهها الإنسان بينه وبين ذاته في طبيعة الحال، ولكن لطالما كتب الشاعر لأجل شيء فحتمًا سوف يقف عندما يحصل عليه! وعلى ذلك ليس كمثل الذي يكتب الشعر للشعر والأدب، وليس لأي شيء آخر، إضافة إلى كل ومضة قد تبرز أحد ملامح الشاعر فبلا شك هي عكاز يتخطى به إلى الأمام ليتجنب كل عثرة قد تواجهه في عالم الأدب.
* متى تظهر الصورة الحقيقية للشاعر وبصمته الواضحة في المشهد الثقافي؟ وكيف تؤثر سلبًا أو إيجابًا فيه؟
- حين يكون قارئًا جيدًا ومدركًا تمامًا لما قد يصنعه الفكر السامق والمتألق والمشرق، ومطلعًا على كل ما يدور حوله من جميع الأحداث حينها يدير الدفة حيث يشاء.
* طرقت باب الصحافة ومازالت مقالاتك الصحفية تأخذ بُعدها السياسي اللاذع.. هل ترى أن الشاعر لابد أن يكون قلمه سلاحًا ذا حدين؟
- ليست بهذه الدائرة المحكمة صياغًا وامتعاضًا، ولكن أي إنسان هو صاحب هوية، وأي صاحب هوية هو صاحب قضية بلاشك، وصاحب القضية لابد أن ينطلق من منطلق واضح ومنظور قويم تمامًا ومستدرك كل ما يجب عليه أن يقوّمه أو يضعه على مشرحة التنقيب وتقنينه أو الإفتاء في ساعديه على أقل الاحتمالات، والسياسة -أو أي شيء آخر من هذا القبيل- هي جزء من حياتنا اليومية والاجتماعية، وهذه ورقة تهدينا "من تمام الكمال علو الهمة والراضي بالدون دنيء"؛ لذلك من السهل جدًا أن نتمنطق في هذا المجتمع المتشظي جدًا، ونحاول أن نجد تفسيرًا لأي حدث كان.
* أين يجد نفسه خالد العزاب الصحفي في خضم الأحداث المتلاحقة للوطن العربي بشكل خاص والعالم بشكل عام؟
- قدر الاستطاع أن أقرأ التاريخ وأتمحص الحاضر واستشرف المستقبل.
* "غوايات المكان وزيزفونه".. متى كتبت هذه القصيدة؟ وما الهدف منها؟
- النص ليس بالقديم ويعتبر من آخر ما كتبت، كل ما يكتبه الشاعر قبل أن يكون هناك هدف معين هو شعور ذات وقراءة ترزح تحت وطأة إحساس حين ذلك ولاسيّما مايتضمن القومية العربية أو النزعة الدينية أو الهوية المنسلخة وهلم جر.. فما دام هناك المحفز الذاتي للكتابة بنسق معين حتمًا يكون الهدف أسمى والشعور أجمل بكثير.
* اسمعنا القصيدة؟
- غوايات المكان .. وزيزفونه
تناصف والطريق يسافرونه
(فنسطور) أن تهجى الحكي مني
فأنا اعرف ..كل حكيه من عيونه
من الدير البعيد وحُب مرتا
وأنا هذا .. الحصيف يعلمونه
أناشيد .. القداس الأولية
ومزامير القصيد ينوتونه
وأنا الشماس والكاهن يامرتا
قبل هذا المغيب يحاصرونه
زرعنا الأرض لأطفال الأغاني
وعلى بابل حكايات ورعونة
من النطرون والصبح يتنفس
ولو هذا الأمان يرتلونه ..!
لقيت : القس يوحنا المبجل
ومعاه اثنين حكيه يكتبونه
يقول النار تبدأ من شرارة
لو الإنسان مايرضى المهونة
تقاسيم البشر في كل حالة
على هذا التراب شكان لونه
فحالم فالثرا بإحساس عاري
*يبي يتعب عشان يبجلونه
فقومياتنا لو كان تصنع
حريُ من صنعها يحاربونه
فكم سيد من السادات قومي
نشوف الناس يوم يخونونه
وبِحق الإله .. وحق قدسه
من اللي يقتل الطهر ويخونه
خذوا طهر البلاد ونجسوها
ومن يبكي .. عليها يكفرونه
فرهبان النشيج بلا كنيسة
ولا دمعي عرف من يمترونه
صنعنا المجد من ذاك الزمانُ
فضاع المجد فيما يشترونه
نقول إن العروبة فوق قمة
ولكن العروبة شيء دونه
يسل من الجفيرة سيف يفعل
ووقت الفعل ماشفنا طعونه
أشوف القدس والكردي فتحها
واشوف الناس دايم يحترونه
فلا غزة على الضفة شهيدة
ولا مبكى الجدار يعمرونه
ولا عكا .. بهالمظلوم يبكي
ولا الأقصى عرف من يحرقونه
خطط بلفور نعرف وش هدفها
وراها المال دونه يدفعونه
يبون الهيكل المزعوم يرجع
عشان الحرب في دابق يجونه
نشوف الدم والمسلم بيدهم
على صوت المساجد ينحرونه
لن ترضى اليهود ولا النصارى
ولن ترضى إذا ترضى المهونة
فلا الإسلام يأمرك التخاذل
ولا الأرض العروبة والحنونة
فلا ذاك العراق يروح مني
ولاذاك السعيد و يسرقونه
فنسطور أن تداعى فسمعوني
فإن النصر في فقأة عيونه
* نشكر الأخ العزيز والشاعر خالد العزاب على لقائه الشيق وإبداعه المميز ونتمنى لك التوفيق.
- شكرًا لكم؛ شرفتموني وأنرتم الصدور.
واستضافة شعراء وكتاب معروفين للفائدة بعيدا كل البعد عن المجاملات انا دخلت اشوف لقائته والمقاطع الله المستعان بس
والله يوفقة وللمعلومية تقبل النقد بداية النجاح
الرجاء استضافة ناس معروفين
صح بوحك
شكراً صحيفة تبوك