• !

قائمة الموديولات

الأهل ... دفى بيوتكم بالدنيا

الأهل ...  دفى بيوتكم بالدنيا
الجوهرة الحمد: 
"هلا" ليست مجرد كلمة نقولها للترحيب، إنها لحن يتردد في أروقة الروح، وبشرى تطل من عيون المحبين. حين أقول "هلي وأهلي"، لا أعني مجرد أفراد تجمعهم صلة دم، بل أشير إلى أولئك الذين تستبشر روحي بلقياهم، وتطمئن نفسي بقربهم، وتنتعش حياتي بعودتهم. هم ليسوا فقط جزءًا من تاريخي، بل هم حاضر يُعاش ومستقبل يُرتجى.
فمن هم "الأهل" الحقيقيون؟ هم من يحملون همّك في قلوبهم. هم الذين تتسارع نبضات قلبك شوقًا لرؤيتهم بعد غياب، ويستقبلك حضنهم الدافئ بلا سؤال أو عتاب. هم من تضاء وجوههم فرحًا بقدومك، وتزهر ابتسامتهم لاستقبالك، وكأن الشمس قد أشرقت للتو في حياتهم.
الأهل هم السند وقت الشدة، والملجأ الآمن عند الضيق. هم من تشعر معهم بأنك على طبيعتك، بلا أقنعة أو تصنع. معهم، يمكنك أن تضحك من أعماق قلبك، وأن تبكي دون خجل، وأن تشاركهم أدق تفاصيل يومك دون خوف من حكم أو لوم. هم من يحتفون بنجاحاتك وكأنها نجاحاتهم، ويشاركونك أحزانك وكأنها جزء من أرواحهم ،هم من يتقبلونك بعيوبك .
إنهم الذكريات الطفولية المحفورة في الذاكرة، والضحكات الصادقة التي لا تزال أصداؤها تتردد في جنبات الروح. هم اليد التي تمتد إليك لتنتشلك من عثراتك، والصوت الذي يهمس في أذنك بكلمات التشجيع عندما يتسلل اليأس إلى قلبك. هم الذين يمنحونك شعورًا عميقًا بالانتماء، وبأنك دائمًا "مرحب بك" في أي مكان يتواجدون فيه.
وليس أجمل من تلك اللحظة التي تعود فيها إلى أحضانهم، فتنسى كل عناء وتعب. تختفي كل هموم الدنيا وتتبدد كل غيمة حزن، لتحل محلها سكينة وطمأنينة لا تضاهى. إنهم النور الذي يضيء دروبنا، والدفء الذي يلف أرواحنا في برد الحياة.
فلنعرف قيمة هؤلاء "الأهل"ولا نسمح لأحد بالمزايدة عليهم، ولنحتضنهم بصدق وحب. لنكن لهم السند كما كانوا لنا، ولنبادلهم هذا الاستبشار العميق الذي يغمر قلوبهم عند رؤيتنا. فالحياة بدون "أهل" الحقيقيين هي رحلة موحشة، ولكن بوجودهم، تصبح كل خطوة فيها بهجة و"هلا".
بواسطة :
 0  0  98

الأعضاء

الأعضاء:1

الأعضاء الفعالون: 1

انضم حديثًا: Admin

المتواجدون الآن: 23

أكثر تواجد للأعضاء كان 596 ، يوم 09-12-2024 الساعة 02:40 صباحاً

( 0 عضو 23 زائر )

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.